حاتم فاروق (أبوظبي)

تصاعدت وتيرة دخول المحافظ الأجنبية لشراء الأسهم المحلية خلال جلسات الأسبوع الماضي، بدعم من مستويات الأسعار المغرية للشراء خصوصاً أسعار الأسهم القيادية المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين، متجاهلة التطورات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، وحالة الهدوء والتردد التي سادت أوساط المستثمرين منذ بداية شهر رمضان، فضلاً عن النتائج الفصلية للشركات المدرجة التي تم الإعلان عنها مؤخراً والتي جاءت دون التوقعات، بحسب مدراء شركات وساطة مالية عاملة بالدولة.

القرارات والمحفزات
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن مؤشرات الأسواق المحلية نجحت خلال جلستي نهاية الأسبوع في تقليص خسائرها المسجلة مؤخراً والعودة لمربع «المكاسب»، بدعم من حالة التفاؤل التي سيطرت على تعاملات المستثمرين بفعل القرارات والمحفزات الحكومية الصادرة مؤخراً بشأن قرار اعتماد نظام الإقامة الدائمة والذي ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب، مؤكدين أن مثل هذه القرارات الحكومية من شأنها جذب المزيد من رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب لممارسة أعمالهم وأنشطتهم الاقتصادية والتجارية في الدولة.
وأضافوا أن اعتماد نظام الإقامة الدائمة لنحو 6800 مستثمر من 70 دولة، يبلغ إجمالي استثماراتهم 100 مليار درهم، ضمن الدفعة الأولى من مستحقي الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية»، يبرز مكانة الإمارات كبيئة جاذبة للمستثمرين، ويسهم في تعزيز تنافسية الدولة وقدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن تسهيل مزاولة الأعمال في الإمارات، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة نمواً ملحوظاً في الاستثمارات الأجنبية بالدولة خصوصاً الاستثمارات المتجهة إلى أسواق المال مع استمرار تحسن شهية الشراء وارتفاع مستويات السيولة.
وأوضح مدراء شركات الوساطة المالية، أن مؤشرات الأسواق مؤهلة لعودة الارتفاع بعد انتهاء شهر رمضان وموسم الأعياد، وعودة المستثمرين الأفراد من الإجازات الموسمية، منوهين بأن جلسات الأسبوع الماضي سيطرت عليها حالة من التفاؤل بعودة الأسهم للمربع الأخضر بعد تعرضها لضغوط بيع كبيرة نتيجة التطورات الجيوسياسية والتراجعات القوية التي شهدتها مؤشرات الأسواق العالمية، بفعل تصاعد وتيرة النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.

تعاملات هادئة
قال وليد الخطيب، مدير شريك في شركة «جلوبال» لتداول الأسهم والسندات: «إن الأسواق المالية المحلية شهدت، خلال جلسات الأسبوع، تعاملات هادئة سيطرت عليها النزعة الشرائية للمحافظ الأجنبية التي حرصت على الدخول لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة بالأسهم المحلية بعد وصول الأسعار لمستويات مغرية للشراء خصوصاً الأسهم الكبرى بدعم من سهمي «أبوظبي الأول» في سوق العاصمة، «إعمار» في سوق دبي المالي.
وأضاف الخطيب أن اعتماد نظام الإقامة الدائمة للمستثمرين في الدولة، جاء محفزاً قوياً لعودة شاشات التداول للون الأخضر، مؤكداً أن القرار يعد من أهم المبادرات التي تم إقرارها مؤخرا بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع المستثمرين على مواصلة وتوسعة أعمالهم بالدولة، لافتاً بأن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الخليج ما زالت تلقي بظلالها على تداولات المستثمرين من المؤسسات والمحافظ الأجنبية.
وأضاف الخطيب: أن الأسهم القيادية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية تعرضت خلال جلسة الأربعاء الماضي لعمليات جني أرباح سريعة بعد جلسة واحدة من الارتفاع، خصوصاً مع سيطرة البيع على سهمي «أبوظبي الأول» و«اتصالات» ما ساهم في ارتداد المؤشر العام هبوطاً، فيما نجحت الأسهم الكبرى في سوق دبي بقيادة «إعمار» والمنتقاة بقيادة «جي إف إتش» في مواصلة الصعود بالمؤشر العام نتيجة دخول شرائي للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، خصوصاً مع بلوغ معظم الأسهم لمستويات سعرية مغرية للشراء.

عمليات شراء
وقال إياد البريقي، مدير شركة «الأنصاري» للخدمات المالية: «دعمت عمليات شراء نفذتها مؤسسات وأجانب، ارتفاع مؤشرات الأسهم المحلية، بنهاية جلسات الأسبوع مع وصول الأسهم إلى أسعار مغرية للشراء»، مؤكداً أن وتيرة الشراء على الأسهم القيادية شهدت تصاعداً ملحوظاً ما ساهم في دعم المؤشرات، فيما نشطت الأسهم المضاربية واستقطبت جزءاً مهماً من السيولة، رغم سيطرة حالة من الحذر على سلوك بعض المتعاملين نتيجة التطورات الجيوسياسية.
وأضاف البريقي أن الأسهم المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية نجحت في تعويض خسائرها المسجلة مؤخراً، من خلال دخول الأجانب مرة أخرى لشراء سهم «أبوظبي الأول» الذي تعرض لضغوط بيع كبيرة خلال الجلسات الأخيرة، مؤكداً أن عمليات الشراء التي طالت الأسهم القيادية المدرجة في الأسواق المحلية تزامنت مع سيطرة حالة من الحذر على تعاملات المستثمرين مع استمرار التطورات الجيوسياسية التي تتعرض لها المنطقة.
وأوضح أن سوق دبي المالي، نجح في الارتداد صعوداً بعدما تعرض خلال الجلسات الأخيرة لضغوط بيع قادته الأسهم القيادية نتيجة عمليات جني أرباح، إلا أن سهم «إعمار» نجح في مساندة المؤشر العام، بالتزامن مع وصول أسعار معظم الأسهم لمستويات مغرية للشراء جعلتها فرصاً استثمارية تستقطب المزيد من المحافظ والمؤسسات المحلية والأجنبية.

قاقيش: نشاط متوقع بعد انتهاء موسم الأعياد
توقع طارق قاقيش، مدير إدارة الأصول لدى شركة «مينا كورب»: أن تعاود الأسهم المحلية نشاطها بعد انتهاء موسم الأعياد من خلال الدخول الأجنبي والمؤسساتي الذي من المتوقع أن يسيطر على التعاملات خلال الجلسات المقبلة بدعم من الأسعار المغرية، حالة التفاؤل السائدة بعد قرارات الإقامة الدائمة التي من المتوقع أن تساهم في تعزيز ثقة المستثمرين في التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المحلي.
وقال إن ضغوط البيع التي تعرضت لها بعض الأسهم القيادية والمنتقاة المدرجة خلال الجلسات الأخيرة جاءت نتيجة مباشرة لحالة القلق والتردد من قبل المستثمرين تجاه التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، وهو ما ساهم في الهدوء النسبي الذي تشهده قاعات التداول وعزوف الكثير من المستثمرين عن التداول.
وأوضح قاقيش أن الأرباح الفصلية التي سجلتها الشركات المدرجة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، لم تفلح في انتشال مؤشرات الأسواق المالية المحلية للعودة لمربع المكاسب على الرغم من امتلاك الأسهم المحلية لفرص استثمارية جيدة، نظراً لوصول الأسعار لمستويات مغرية للشراء، خصوصاً الأسهم القيادية المدرجة بقطاعي العقار والبنوك.